عقدت الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي اجتماعها الدوري بالمقر المركزي للحزب بالرباط يوم 7 فبراير 2009 حيث تدارست عددا من النقط ، ووقفت بالخصوص على الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات والتجهيزات التي خلفتها الفيضانات والثلوج بمختلف مناطق المغرب منذ بداية موسم الأمطار لهذه السنة، والاعتقالات و الإقالات الأخيرة ذات العلاقة بتسيير الجماعات المحلية وبشبكات التهريب والاتجار في المخدرات وأصدرت البيان التالي : أن حجم الخسائر والأضرار الناجمة عن الفيضانات منذ التساقطات المطرية والثلجية الأولى لشهر شتنبر إلى غاية السابع من شهر فبراير، سواء في الأرواح أو في الممتلكات أو في البنيات التحتية والتجهيزات، كشفت بالملموس مرة أخرى إفلاس الاختيارات والسياسات المتبعة منذ الاستقلال إلى اليوم، و كشفت الفاتورة الباهظة للاستبداد المخزني التي يدفع ثمنها الشعب المغربي، ويمكن تبيان ذلك بما يلي: أن فيضانات و تساقطات الثلوج لهذه السنة كشفت الرقعة الواسعة للبؤس والفقر الشديد الذي يعم كل البوادي وضواحي المدن المغربية، مما يعري الإحصاءات الرسمية و مزاعم الخطاب الرسمي بتراجع مستوى الفقر من أية مصداقية. فشل الاختيارات والسياسات والبرامج المتبعة، وإفلاس خطابات الأسلوب الجديد لممارسة السلطة والحكامة الجيدة، ذلك أن ما وقع فضحته الفيضانات والسيول الجارفة والتساقطات الثلجية التي عزلت مدنا وقرى بكاملها، وهي جزء من نمط سياسي – اقتصادي قائم على النهب والرشوة والريع والاختلاسات والقهر البشع للمواطنين. أن التلاعبات والغش والاختلاسات في إنجاز مشاريع البنيات والتجهيزات التحتية، بلغت مستويات أصبحت تهدد مستقبل بلادنا من كل الأوجه التنموية والاجتماعية والأمنية، ومخربة للمشروع الديمقراطي الذي ناضلت وما زالت تناضل من أجله القوى الحية بالبلاد، وتؤكد فشل البرامج الارتجالية أو التي تندرج في نفس المنظومة المتبعة، مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لا يمكن والحالة هذه، أن تعالج الحجم الهائل للاختلالات المعيشية التي يعاني من وطئتها شعبنا. ذلك أن ديمقراطية الواجهة والأسياد والأعيان التي تتجسد بالملموس في فبركة مكاتب للجماعات المحلية على المقاس في كل محطة انتخابية، مع التحكم فيها وتقليص صلاحياتها، لا يمكن أن يؤدي إلا للنتائج الكارثية التي عاينها الشعب المغربي قاطبة إثر الأمطار والثلوج لهذه السنة. ومع اقتراب موعد الانتخابات الجماعية، وتحت ضغط التقارير الدولية التي تضع المغرب في مراتب متأخرة على جميع المؤشرات، جرت حملة من الاعتقالات في حق المهربين و تجار المخدرات ورجال وأعوان السلطة بمختلف تشكيلاتها من درك وجيش وأمن و مقدمين، كما تمت إقالة عدد من رؤساء وأعضاء الجماعات المحلية ومتابعة بعضهم في ملفات البناء العشوائي، وفي هذا الصدد، تسجل الكتابة الوطنية للحزب : أن هذه الإجراءات مجتمعة، لا تعدو أن تكون جزئية وانتقائية وترقيعية ومناسباتية، فبدون استقلال تام للقضاء وسيادة القانون، وبدون مؤسسات منتخبة انتخابا حرا ونزيها وذات مصداقية وسلطات حقيقية كاملة، لا يمكن تطهير الإدارة والجماعات المحلية من المفسدين والقضاء على وباء الرشوة والاختلاسات والنهب، وبدون القطع الفعل مع الريع السياسي والاقتصادي، لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة ولا حكامة جيدة ولا ديمقراطية حقيقية. إن الكتابة الوطنية، إذ تعلن تضامن حزبنا مع المواطنين المواطنات المتضررين من الفيضانات وموجات البرد القارس وتواسي كل الذين فقدوا أفرادا من أسرهم، تحمل المسؤولية كاملة للطبقة الحاكمة عن كل الخسائر التي حصلت، والتي كان من المفروض اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة، وتدعوها إلى تعبئة كل ما تتوفر عليه من إمكانيات – وهي كبيرة جدا إن توفرت لديها الإرادة – لإغاثة المنكوبين وتعويض خسائرهم، وفي نفس الوقت، تدعو الدولة إلى كشف كل تقارير المفتشية العامة للمجلس الأعلى للحسابات ومحاربة الفساد والمفسدين وعلى جميع المستويات وبدون تمييز، ومتابعة جميع من ثبت تورطهم في الرشاوى والاختلاسات والتلاعب بالصفقات، وتعتبر أن محاربة الفساد لم تبلغ بعد مبتغى الشعب المغربي في القضاء على هذا الوباء.
الكتابة الوطنيةالرباط في 7/2/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق